المغرب صفحات من الكفاح من أجل الحرية |
المغرب صفحات من الكفاح من أجل الحرية
منذ إعلان معاهدة فاس وهي معاهدة وقعت في 30 مارس 1912 جعلت المغرب تحت الحماية الفرنسية ؛ وبموجب اتفاقية بين فرنسا وإسبانيا في نوفمبر من العام نفسه حصلت إسبانيا على محمية في شمال المغرب تضم الريف (في الشمال) وإفني (على الساحل الأطلسي في الجنوب الغربي)، وكذلك منطقة طرفاية (جنوب نهر درعة).
أنطلقت المقاومة المغربية تُكَبِّدُ المستعمرالفرنسي خسائر فادحة في الأرواح و العتاد ، في أرجاء المغرب في معارك خالدة سجلّها التاريخ ،كمعركة لهري بقيادة المجاهد حمو الزيّاني بالأطلس المتوسط في نوفمبر سنة 1914ومعركة بو غافر بقيادة المجاهد عسو أوبسلام بالأطلس الصغير ، ومعركة البطحاء بتافيلالت بقيادة مبارك التوزونيني سنة 1918 ، و صولات المجاهدين بالجنوب بقيادة مربيه ربه برفقة أبيه المجاهد ماء العينين و حصار تزنيت سنة 1913 , ناهيك عن معركة أنوال الشهيرة في مايو 1921 بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي و معارك جبل بادو بنواحي الراشيدية سنة 1933.
وبعد فشل الظهير البربري (ظهير أصدره الاحتلال الفرنسي للمغرب في مايو 1930 م) . في ظاهره المحافظة على الخصوصيات الآمازيغية و في با طنه تفكيك المجتمع المغربي من الداخل و خلق موجة من العنصرية العرقية بين العرب و الآمازيغ و إشعال الفتنة لتسهل على المستعمر إختراق كل قواعد الإلتحام و المقامة بعد أن داق مرارة الهزيمة على يد أبطال المقاومة .
وكان ذلك سببا في توحد شباب جامعة القرويين وخريجي الجامعات الفرنسية لمناهضة الظهير، فانطلقت الانتفاضات الشعبية في المدن والبوادي المغربية تطالب بإلغاء الظهير البربري، وبرزت نخبة مثقفة اغلبها في المدن المغربية تبنت التنظيم السياسي والعمل الوطني في إطار كتلة العمل الوطني اقتداء بالحركة الوطنية بالمشرق.
نشأة الحركة الوطنية في المنطقة الفرنسية
تنظيم الحركة الوطنية: كان للأمير شكيب أرسلان دور في حث الوطنيين على تنظيم صفوفهم، فتأسست بذلك كتلة العمل الوطني (أحمد بلافريج، محمد الحسن الوزاني...)، وأصدرت في غشت 1933 جريدة (عمل الشعب) التي دعت إلى الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1933 لربط الصلة بالملك محمد الخامس وتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية، والتأكيد لسلطات الحمايتين الفرنسية والاسبانية على عمق الروابط الدينية والروحية والرمزية والتاريخية والسياسية بين الملك والشعب المغربي.
وفي 1 دجنبر 1934، قدمت الكتلة وثيقة (مطالب الشعب المغربي) لسلطات الحماية طالبت من خلالها بمجموعة من الإصلاحات الإجتماعية والقضائية والثقافية، ففي المجال السياسي والإداري تمت المطالبة بإلغاء الإدارة الفرنسية المباشرة وتأسيس مجلس وطني و إلغاء وسائل التعذيب، وفي الميدان الاقتصادي والمالي تمت المطالبة بالمساواة في أداء الضرائب وحماية الصناعة التقليدية من المنافسة الخارجية وإلغاء الرسوم بين المناطق المغربية وتكوين تعاونيات فلحية، وفي الميدان الاجتماعي تمت المطالبة بإجبارية التعليم الابتدائي ومحاربة الأمية و محاربة البطالة وبناء المستشفيات وإقرار العمل 8 ساعات في اليوم فقط، بيد أن فرنسا لم تستجب لهذه المطالب، وفي سنة 1936 أرادت فرنسا إحداث مجالس استشارية رفضها الوطنيون، وفي سنة 1937 حدث الخلاف بين الوطنيين، فأسس علال الفاسي وأحمد بلافريج (الحركة الوطنية لتحقيق المطالب)، في حين أسس محمد الحسن الوزاني (الحركة القومية).
أحداث بوفكران: في شتنبر 1937 حدثت أحداث بوفكران بعد محاولة المعمرين حرمان المغاربة من مياه النهر، وتم خلالها اعتقال عدد من المواطنين، ونفي بعضهم (علال الفاسي)، وفرضت على بعضهم الإقامة الجبرية (محمد الحسن الوزاني).
الحركة الوطنية في المنطقة الإسبانية
كانت تطوان منطلق العمل الوطني في الشمال حيث أصدر محمد داود جريدة (السلام) و(الحياة) سنتي 1933 و 1934، وقام عبد الخالق الطريس بتقديم لائحة مطالب لسلطات الحماية الإسبانية في12 دجنبر1936، وانقسم الوطنيون بتأسيس المكي الناصري (الوحدة المغربية) وعبد الخالق الطريس (الإصلاح الوطني)، وقد شهدت المنطقة منذ 1937تضييقا على الوطنيين.
نفي محمد الخامس
في بداية الخمسينات مارس المقيم العام جوان ثم الجنرال كيوم سياسة العنف والقمع تجاه الحركة الوطنية، وتم منع حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال وحظر الصحف، وقامت باعتقال الزعماء السياسيين، حيث استغلت في سنة 1952 فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد يوم 5 دجنبر 1952، فقامت بحملة قمع شرسة أطلقت خلالها النار على المتظاهرين، حيث قتل في الدار البيضاء وحدها حوالي 16 ألف مغربي. وكان الجنرال كيوم يخطط مع الكلاوي وعبد الحي الكتاني من أجل إبعاد محمد الخامس، فتم نفيه يوم 20 غشت 1953 إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، وعين محمد بن عرفة ملكا على البلاد، بعد فشل الإقامة العامة في فك الإرتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، لكن المغاربة لم يعترفوا بالسلطان الجديد، وخرجوا في مظاهرات جماهيرية تردد شعارات وطنية " ابن يوسف ملكنا... والمغرب وطننا "، " ابن يوسف يجي غدا... الاستقلال ولابدا ".
انطلقت في معظم المناطق المغربية مقاومة مسلحة عفوية (أحمد الحنصالي) منذ 1951، وقد تواصلت هذه المقاومة بعد نفي الملك (علال بن عبد الله)، وفي نفس الوقت نظم الوطنيون حركة الكفاح المسلح، وظهرت تنظيمات سرية استهدفت الخونة والإستعمار (منظمة الهلال الأسود)، وتصاعدت العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة المسلحة السرية، واستهدف المقاومون اغتيال ابن عرفة مرتين، كما استهدفوا اغتيال الباشا الكلاوي، إضافة إلى تخريب المنشآت الاستعمارية. وفي2 أكتوبر 1955 تم تأسس جيش التحرير الذي قاد عمليات مسلحة ضد الاحتلال الفرنسي في مختلف مناطق البلاد.
مفاوضات إيكس ليبان
أدى تزايد حدة المقاومة المسلحة في معظم المناطق المغربية (أحداث الدار البيضاء وخنيفرة وأبي الجعد وواد زم وتادلة...)، وحصول المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة، إرغام السلطات الفرنسية على إجراء التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبانAix les Bains ما بين 22 و27 غشت 1955 بين وفد وزاري فرنسي ووفد من الحركة الوطنية (عبد الرحيم بوعبيد، المهدي بن بركة، عمر بن عبد الجليل، محمد اليزيدي، عبد القادر بن جلون...)، وتم الإتفاق على إبعاد ابن عرفة وعودة الملك من المنفى لاستكمال المفاوضات.
إستقلال المغرب
- لقاء لاسيل سان كلو: عاد الملك من المنفى إلى فرنسا (ونقل ابن عرفة إلى طنجة ثم فرنسا)، وتم لقاء في لاسيل سان كلو La celle saint cloud بينه وبين وزير خارجية فرنسا أنطوان بيني، وعاد الملك إلى المغرب يوم 16 نونبر 1955، وشكل حكومة ائتلافية ستقوم بإتمام مفاوضات لاسيل سان كلو في 2 مارس 1956 نتج عنها إعلان استقلال المنطقة الفرنسية.
- المنطقة الشمالية (لقاء مدريد): تم اللقاء بين الملك والجنرال فرانكو يوم 17 أبريل 1956 نتج عنه استرجاع المنطقة الشمالية.
- منطقة طنجة (لقاء المحمدية): تم في أكتوبر 1956 تنظيم لقاء دولي بالمحمدية نتج عنه استرجاع طنجة.
- المناطق الجنوبية
• في أبريل 1958 تم استرجاع طرفاية.
• في 30 يونيو 1969 تم استرجاع سيدي إفني.
• في 16 أكتوبر 1975أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي رأيها بوجود روابط بيعة وقانونية بين سكان الصحراء وملك المغرب، فتم تنظيم المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975 استرجع بعدها المغرب الساقية الحمراء ثم وادي الذهب سنة 1979.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق